تجربة شفاء مرضى سرطان نهائياً بدواء مناعي، هل تعطي أمل جديد لمرضى السرطان

عقار جديد يبعث الأمل لكل مرضى السرطان، حيث تم شفاء مرضى سرطان من خلال تجربة سريرية ناجحة جداً، لكن هل هذا يبعث أمل حقيقي فعلاً لكل مرضى السرطان؟! سنوضح لكم كافة التفاصيل في الخبر التالي..
في تجربة أولى وفريدة من نوعها، تم الإعلان عن عقار لعلاج مرض السرطان، وذلك بعد القيام بتجربة سريرية ناجحة في الولايات المتحدة على عدد من مرضى سرطان المستقيم. هذه التجربة كانت قد تمت على عدد صغير من مرضى السرطان، وصل عددهم 12 مريض، جميع المرضى تم تشخيصهم بسرطان المستقيم، وخلال التجربة تم علاجهم بكورس دوائي لمدة ستة أشهر باستخدام العقار المناعي “دوستارليماب dostarlimab”.

وبعد نتائج هذه التجربة التي أسفرت عن شفاء جميع المرضى الـ 12، أعلن الأطباء المشرفون على الدراسة، أن النتائج التي حصلوا عليها تحدث للمرة الأولى في تاريخ علاج السرطان. ويعتبر هذا إنجاز حقيقي وبشرة خير لما هو قادم في مجال البحث العلمي لعلاج مرض السرطان اللعين. أما بالنسبة للعقار الذي تم استخدامه في هذه التجربة العلمية “دوستارليماب dostarlimab “، فهو علاج وعقار مناعي، يتم استخدامه في الأساس لعلاج مرض سرطان بطانة الرحم، وكانت هذه التجربة هي أول تجربة تكشف فاعليته ضد سرطان المستقيم.
هذا الدواء يعمل على كشف وتحديد الخلايا السرطانية للجهاز المناعي لكي يتعرف ويقضي عليها، أي أن هذا العقار لا يحارب السرطان بشكل مباشر لكنه يدعم الجهاز المناعي لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة للقضاء على الأورام السرطانية، وخلال التجربة تم إعطاء هذا العقار للمرضى كل 3 أسابيع ولمدة 6 أشهر. الكورس العلاجي لهؤلاء المرضى كان مقرر تكملته بعلاج كيميائي وجراحات طبية حسب كل حالة، لكن ما حدث بعد ذلك هو اختفاء السرطان لدى المرضى بعد ستة أشهر من أخذ العلاج المناعي، ولم يعد ظاهراً أي ورم للأطباء بأي وسيلة للكشف عن المرض سواء الفحص البدني أو المقطعي أو التنظير. أما عن تاريخ البدء في هذه التجربة العلمية والطبية الكبيرة، فهي تمت منذ عامين، وللآن لم يعاني أو يظهر على أي مريض من المشاركين فيها أي أعراض للسرطان، ولا يتلقى أي شخص منهم علاج إشعاعي أو كيميائي أو جراحي آخر للآن منذ إجراء التجربة عليهم.

نأتي للنقطة الأهم الآن وهي، هل هذا الدواء يبعث أمل حقيقي لكل مرضى السرطان فعلاً؟ وهل يمكنه القضاء على كل أنواع مرض السرطان؟ الحقيقة وعلى الرغم من الإنجاز الحقيقي وغير المسبوق في تجربة شفاء مرضى سرطان، إلا أن هذا العقار تم تجربته على عدد صغير جداً من المرضى كما أن جميعهم كان يعانون من نفس الحالة وهي سرطان المستقيم، أي أنه لم يُختبر على جميع أنواع السرطان الأخرى. كما أن التجربة تمت على مرضى سرطان المستقيم الذين يعانون من أورام بطفرات جينية تعرف بإسم ” MMRd” وهذه الطفرات منتشرة في مرضى سرطان المستقيم بنسبة تصل من 5 لـ 10%. وهذه الفئة من المرضى لا يستجيبون للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي بالنسب المرجوة، وهذا يجعلهم في حاجة للعلاج الجراحي لاستئصال الورم، لكن لحسن الحظ فهذه الطفرات الجينية أكثر استجابة للعلاج المناعي عن غيرها، وهذا ما لعبت عليه التجربة من خلال تعزيز المناعة بعقار “دوستارليماب dostarlimab “. 

لكن على الرغم من أن الآثار الجانبية التي ظهرت على المرضى خلال تجربتهم العلاجية تعتبر طفيفة وبسيطة، إلا أن هذه الآثار ليست واضحة للآن ولم يتم اختبار التفاعلات العكسية المختلفة للعقار بشكل كامل. كما أنه من غير الواضح للآن ما إذا كان المشاركين في التجربة قد تم شفائهم فعلا أم لا، لأن المدة الزمنية لمعرفة النتائج النهائية للتجربة ليست معروفة للآن. لذلك أوضح وحذر القائمون على هذه الدراسة العلمية بعدم أخذ هذه النتائج كاستنتاج قطعي بالقضاء على السرطان بشكل نهائي، لأن هذا يتطلب دراسات أوسع وعلى عدد أكبر من مرضى السرطان بجميع أنواعه. هذه التحليلات على الساحة الطبية الآن، لا تقلل من مدى نجاح الدراسة، فعلى الرغم من صغرها إلا أنها مقنعة وجاءت بنتائج عظيمة في مجال علاج السرطان، ولكنها تحتاج لمزيد من البحث والدراسة والتجارب السريرية على نطاق واسع. ولحين ذلك، يبقى الوضع كما هو عليه في الاعتماد على النهج العلاجي الحالي لمرضى السرطان.

:..